Q أرجو أن تتحدث عن أمراض القلوب وعلاجها مع الأدعية إذا أمكن؟
صلى الله عليه وسلم أمراض القلوب على قسمين:
أمراض الشبهات، وأمراض الشهوات.
أمراض الشبهات في المعتقد.
وأمراض الشهوات في العمل.
أمراض الشبهات شك وريبة ووسوسة تصل إلى الزندقة والإلحاد نعوذ بالله من ذلك.
وأمراض الشهوات كحب المعاصي، كالزنا والسرقة، والاعتداء على الناس، والبغي في الأرض، والغيبة، وأكل الأموال المحرمة، هذه من الشهوات.
فأما علاج مرض الشبهات فالعلم واليقين، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة:24] فاليقين عند الشبهات وعند الصبر الشهوات.
فأول ما أوصيك به: طلب العلم، قال ابن دقيق العيد: أصابتني وسوسة في بدء حياتي فسألت العلماء فقالوا: عليك بطلب العلم فطلبتُ العلم فأذهب الله عني الوسوسة -أي: الشبهات- فعليك بطلب العلم والجلوس مع العلماء وقراءة كتب السلف الصالح من كتب الحديث والتفسير والفقه ليُذهب الله عنك مرض الشبهة.
وأما علاج مرض الشهوة فبالصبر بعد إحسان صلاة الفريضة ظاهراً وباطناً، والتزود بالنوافل، وكثرة الدعاء والذكر وتدبر القرآن، هذه إن شاء الله تذهب مرض الشهوات.
والدعاء الذي أنصحك به هو:
ما ثبت في صحيح مسلم: عن عائشة أن الرسول عليه السلام كان يدعو ويقول: {اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم}.
وكان من دعائه: {يا مثبت القلوب! ثبت قلبي على دينك}.
ومن دعائه أيضاً: {يا مصرف القلوب والأبصار! صرِّف قلبي على طاعتك} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وقوله: {اللهم اهدني وسددني}.
وقوله: {اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي}.
وقوله: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.
وقوله: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}.
وأسأل الله لي ولكم جميعاً أن يتقبل منا ومنكم، وأن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت حتى نلقاه إنه على كل شيء قدير.