السبيل إلى ترك المعاصي

Q فضيلة الشيخ: السلام عليكم، أنا شاب حائر، أحاول أن أغير من وضعي السيء، فأنا أترك الصلاة أحياناً، وأعمل بعض الأعمال السيئة، وكلما تركت المعصية راودتني نفسي بالرجوع إليها، فما الذي ترشدني إليه حفظك الله؟

صلى الله عليه وسلم نسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وكفى بترك الصلاة معصية، فإن من ترك صلاة واحدة عامداً متعمداً فقد كفر، حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية يرى أن من ترك صلاة واحدة عامداً حتى انتهى وقتها فلا يقضيها بعد الوقت، فإنه في تلك الفترة قد كفر بالله العظيم، وليس له أن يقضيها؛ لأنه قد مرت به فترة كفر، بل عليه أن يعود إلى الإسلام من جديد ويتوب إلى الله، ويدخل في الدين، ومضت تلك الصلاة، فتركك لبعض الصلوات أو لصلاة واحدة معناه الكفر، نسأل الله العافية، حتى قال بعض أهل العلم من المحدِّثين: ليس بصحيح تقسيم تارك الصلاة إلى متهاون وجاحد، بل من ترك الصلاة فقد كفر بلا عذر، فكيف يتركها!

فعليك أن تتقي الله، كل شيء يهون إلا ترك الصلاة فإنه الكفر، يقول عليه الصلاة والسلام: {بين المسلم وبين الكافر ترك الصلاة} من حديث جابر عند مسلم، وعند أبي داود من حديث بريدة بن الحصيب: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر} فنعوذ بالله من التاركين للصلاة، ونسأل الله أن يهدي شباب الإسلام.

فإذا اهتديت وواظبت على الصلاة فسوف يهديك الله سواء السبيل، ويرشدك إلى أنك إذا صليت الصلوات الخمس في جماعة، وحافظت عليها ظاهراً وباطناً، وأحسنت سجودها وركوعها وخشوعها فسوف تهتدي بإذن الله مع الدعاء.

أما بقية المعاصي فلن يسلم منها أحد؛ لكن أرشدك إلى أنْ تعزم على التوبة، وأن كلما وقعت تستغفر وتتوب، وأن تفعل من الحسنات ما يمحو السيئات، والله معك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015