اليهود يدسون السم للنبي صلى الله عليه وسلم

أيها الناس: انتهى صلى الله عليه وسلم من خيبر بعد أن طوقها، يوم خان أهلها، ونقضوا الميثاق، وأساءوا المعاملة، وتجرءوا على العهود، انتهى من حصار خيبر منتصراً فاتحاً، وكان جائعاً -بأبي هو وأمي- جائعٌ وجبال الدنيا تعرض عليه ذهباً وفضة، جائعٌ والقناطير المقنطرة توزع على يديه لفقراء المسلمين، احمر وجهه من الجوع، وقد فتح الخزائن، وفتح القناطير المقنطرة، فأتته امرأة من اليهود ودعته إلى طعام، وهو أكثر الناس بل إمامهم في التواضع، يقول: {لو دُعيتُ إلى كراعٍ لأجبت، ولو أهدي إلي كراع لقبلت}.

دعته لطعام -حكمة من الله ليظهر الله أستارهم، وليهتك أسرارهم، وليظهر عوارهم- فأجاب معه ستة من الصحابة، وقدمت له اليهودية شاةً مصلية مشوية، وقالت: تفضل كل، وقد سألت الناس: أي عضوٍ من الشاة يعجبه أن يأكل؟ قالوا: يأكل الذراع، فحشت الذراع سماً أزرق حتى أصبح سماً زعافاً لا يُطاق، فأقبل عليه الصلاة والسلام يأكل ليتألف قلبها وهو القريب السهل المتواضع، الذي عطف الله عليه الأرواح وجمع عليه الأنفس، رفع الذراع، ولاكه بأسنانه، ووضع فمه الطاهر الشريف على الذراع، ولما أصبح ذراع الشاة في فمه؛ أنطق الله ذراع الشاة بإذنه وقدرته، فقال الذراع: يا رسول الله! لا تأكلني أنا مسمومة سمتني اليهودية لتقتلك، فلفظه ورماه.

يا ألله! محمدٌ يقتل؟! محمدٌ يغتال؟! محمدٌ تدبر له مجزرة؛ لترتكب أعظم مقتلة في تاريخ الناس، وأعظم جريمة في مسيرة البشرية، وأعظم غيلةٍ في تاريخ الكون؟

إذا قتل محمد؛ فلتمت العدالة، ولينته السلام، ولتقتل الحرية، وليكفن التاريخ، وليدفن الدهر، قال الذراع: لا تأكلني يا رسول الله! سمتني اليهودية، فرمى بالذراع، ولكن السم سرى في جسمه بأبي هو وأمي؛ ليرزقه الله مع النبوة الشهادة، ليكون سيد الأنبياء والشهداء، وإمام الأولياء، ورسول من خلق الأرض والسماء، جُمعت له المحاسن:

هذا الذي جاء والأبحار مالحةٌ فمز فيها فصار الماء كالعسلِ

هذا الذي ردَّ عيناً بعدما فقئت وريقه قد شفى عين الإمام علي

من الذي دبر له المقتلة، والمجزرة، والغيلة؟

إنهم الذين يقتلون شيوخنا في فلسطين.

إنهم الذين يبقرون بطون النساء في فلسطين.

إنهم الذين يهدمون مساجدنا في فلسطين.

قتلة الأنبياء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015