قال سبحانه: {إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر:2].
وهذه قاعدة مطلقة وعموم اختص الله منها بالاستثناء أهل الإيمان وأهل العمل الصالح، وكل من على الأرض ما لم يؤمنوا فقد شملتهم اللعنة، وكل من على الأرض إن لم يسلموا لله فقد عمهم الغضب، عينٌ بلا إيمان مقلةٌ عمياء، وقلب بلا إيمان كتلةٌ من لحم لعينة، وأذن بلا إيمان إشارة خاطئة.
{إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر:2] الخسر الهلاك، يقول أبو الفتح البستي:
زيادة المرء في دنياه خسران وربحه غير محض الخير نقصان
وكل وجدان قوم لا وجود له فإنما هو في التحقيق خسران
يا عامراً لخراب الدار مجتهداً بالله هل لخراب الدار عمران
وخراب الدار هو الكفر والإعراض عن منهج الله، وخراب القلوب هو الفسق والفجور، وخراب القلوب هو عدم إيمانها بالله تبارك وتعالى.