يقول: إن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان، وينهى عن الظلم والبغي والعدوان، وقد بعث الله نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام بما بعث به الرسل جميعاً من الدعوة إلى التوحيد، وإخلاص العبادة لله وحده، وأمره بإقامة القسط، ونهاه عن ضد ذلك من عبادة غير الله، والتفرق والتشتت، والاعتداء على حقوق العباد.
وقد شاع في هذا العصر أن كثيراً من المنتسبين -انتساباً- إلى العلم والدعوة والخير يقعون في أعراض كثير من إخوانهم الدعاة المشهورين.
أي أن هؤلاء يقعون في أعراض الدعاة المشهورين، الذين أثبتت الأيام أن لهم قبولاً، وأنهم يريدون الخير، والعدل والحق، ويرفعون عن الناس الجهل، ويبينون لهم عقيدة التوحيد، وينهونهم عن كل ما يغضب الله عز وجل ورسوله.
قال: ويتكلمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين.
فما هو الكلام؟ مرة يصفون هؤلاء الدعاة الفضلاء الأخيار بالتطرف، وأي تطرف؟!
أتباع أحمد بن حنبل، مدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام محمد بن عبد الوهاب متطرفة؟! من الذي يحكم على هؤلاء الدعاة الذين تجتمع لهم الأمة بالألوف، والذين يسمع لهم، والذين رزقهم الله بصيرة في دينه؟ من الذي يحكم عليهم بالتطرف؟
ماذا فعلوا يوم حكم عليهم بالتطرف؟ أخرجوا عن الملة؟ أنقضوا بيعة صحيحة شرعية؟ هل استحلوا دماً أو عرضاً حراماً؟ هل كانوا طلبة للأموال؟ هل كانوا وراء جمع الدنيا؟ الله يشهد، ثم يشهد عباده الصالحون.
قال سماحته: يفعلون ذلك سراً في مجالسهم.
فلا تسمع إلا من يقول: هؤلاء الدعاة يكفرون الناس.
ورب الكعبة لا أعلم داعية في البلاد ممن يوثق بدعوته يكفر مسلماً، والله ما كفرنا من يشرب الخمر غير مستحل لها، ولا كفرنا من يزني غير مستحل للزنا، ولا من يسرق غير مستحل للسرقة، فكيف نكفر من نسب إليه مخالفة شرعية أو معصية؟! هذا ظلم للدعاة، وتشويه لصورتهم في المحافل والمجالس والأماكن العامة، وهذا لا يليق.
وأنا أدعوكم كما يدعوكم سماحته إلى أن تكونوا أنصاراً لله كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} [الصف:14] كيف تكون ناصراً لله؟ بنصرك لعلماء ودعاة الأمة ألاّ تسمع فيهم كلمة من مريض قلب، ولا من منافق، ولا من رجل في قلبه هوى، ولا من مبغض لـ (لا إله إلا الله) ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولبيوت الله، ولكتاب الله، ولسنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
فتذب عن أعراضهم، ويتمعر وجهك في المجلس، وتغضب إذا سمعت أن عقيدتهم أو مبادئهم أو دعوتهم تنتهك، فإن من ذب عن أخيه المسلم في عرضه؛ ذب الله عن عرضه في موقف ينتهك فيه عرضه، ومن خذل المسلم خذله الله.
ثم يقول سماحته: وربما سجلوه في أشرطة تنتشر على الناس.
وقد سمعنا والله أشرطة قيلت فينا وفي طلبة العلم والدعاة، فحسبنا الله ونعم الوكيل، من وصفنا بإننا نريد بالبلاد تشويشاً أو رعباً أو تطرفاً أو عنفاً، ونُسب إلى كثير من العلماء والدعاة هذا الأمر، وهو بهتان وزور: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} [الكهف:5].