الفوارق بين الصحابة والمتأخرين من الناس في مبدأ الإخاء

الأول: أن الصحابة أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، فالقرب والرحمة واللطف والصلة والتواضع للأخ المسلم، والقوة والغلظة والمواجهة للكافر المعتدي، وحثالة المتأخرين قلبوا الأمر؛ فصلفٌ، ونقد لاذع، وقذاعة وبذاءة، وهجوم، واعتراض على الإخوة، وملاينة، واستخذال، وتبعية، وعبودية للمجرم الأثيم.

الثاني: أن الصحابة حمل بعضهم السيف على أبيه الكافر وقطع رأسه؛ لأنه قطع صلته بالله، وهذا الصحابي -نفسه- يصل الحبل مع الباحث عن الحقيقة من أرض الحبشة بلال، وسفير فارس إلى أرض التوحيد سلمان، ووافد الروم إلى مهد القداسة صهيب، فخلف من بعدهم خلف من الحثالات، أصبح الواحد منهم عسيفاً للخواجة، عبداً للمستعمر، جزمة للأجنبي، مولى للبعيد وعكازاً له، ثم هو نفسه ليث على إخوانه، مقدام على طلائع التوحيد، نار تلظى على شباب محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يطالب بعد سقوط حقوق الإخاء ويعتدي علينا أننا أضعنا معه الصفاء، أتدرون ما هو مجلسه؟ هجوم!! لكن غير أدبي، ولذع فادح على من؟

تعلم أن بعض الناس إذا جلس فإن مادة السمر عنده أن يستهزئ بالصالحين وباللحى، السبب أن محمداً صلى الله عليه وسلم أتى باللحى، وهو الذي رفع رأسه من الطين، محمد صلى الله عليه وسلم الذي حرره من عبودية الأصنام، وهو الذي أعطاه الدنيا:

بلاد أعزتها جنود محمد فما عذرها ألا تعز محمدا

ويستهزئ بالثوب القصير، التطرف عنده هم الشباب المهتدي -والصلف: الشباب المهتدي- الطيش: الشباب المهتدي- الهوس الشباب المهتدي أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ضميمة أبي بكر، مدرسة عمر، مسيرة صلاح الدين، جامعة ابن تيمية، مظلة أحمد بن حنبل ومعهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب كل هؤلاء يدخلون، في مدرسة التطرف والصلف، فمن أين ورث هؤلاء مواقفهم؟

لكن انظر في الجانب الآخر!

انظر مع أعداء الله، الاستخذاء، العمالة، الخيانة، الملاينة، المصافاة، العبودية، فسبحان الله رب العالمين!

قطعت ودادي ظالماً وجبهتني وأغريت بي الأعداء من كل جانب

وطالبتني حق الأخوة عاتباً دهتك الليالي أنت نار التعاتب

فنسأل الله أن يُصلح منا الظاهر والباطن، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران:103].

أسأل الله لي ولكم التوفيق والهداية، وأساله أن يجمع شملنا، وأن يوحد كلمتنا، وأن يتولانا بعين رعايته، وأن يحفظنا وإياكم من كل مكروه.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015