واجبنا نحو العلماء

والواجب على أهل العلم، وأهل الصحافة والأقلام، والأدباء والشعراء، أن يتحدثوا عن مآثر هؤلاء العلماء الذين هم نجوم الأمة وكواكبها، وحياتها ونورها، فإن الله استشهد على ألوهيته العظمى بالعلماء مع الملائكة، فقال: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران:18].

مات في اليوم الذي مات فيه الألباني أحد الشعراء؛ فمجدته الصحف والمجلات، والأدباء والكتاب، ومات الألباني فما انتضى وما كتب وما تكلم إلا القليل، وبين الألباني وهذا الشاعر بعد الثرى عن الثريا، فالثريا هو الألباني سطوعاً ودعوةً وعلماً وسنةً وتجديداً وصحة منهج، وذاك الشاعر فيه انحراف في المنهج، وغواية، وصدود عن منهج الله، وتهتكٌ وإعراض.

فيا أمة الإسلام! يا جيل محمد صلى الله عليه وسلم! يا طلبة العلم! عودوا إلى ميراث الألباني وميراث ابن باز، ومحمد بن عبد الوهاب، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، اقرءوه، وافهموه، وتدبروه.

أيها الإخوة: ترحموا على الألباني كلما قرأتم حرفاً من كتبه، فإن هذا جزاء المعروف، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فنشكر ربنا سبحانه وتعالى أن هيأ مثل الألباني لنصرة دين محمدٍ صلى الله عليه وسلم، والذود عن السنة المطهرة، وأشهد الله على محبة الألباني، فهو معي ليلاً ونهاراً في ميراثه وكتبه، وعطائه المبارك الذي يوصله -بإذن الله- إلى جناتٍ ونهر: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر:55]

علوٌ في الحياة وفي المماتِ لحقٌ أنت إحدى المعجزاتِ

ونقول للألباني وابن باز:

إن كان قد عز في الدنيا اللقاء ففي مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا

آخيتمونا على حب الإله وما كان الحطام شريكاً في تآخينا

اللهم صلِّ وسلم على المعلم الذي أخرج لنا هذه النماذج الخالدة، والقدوات الرائدة، والعلماء البررة، وعلى أصحابه ومن سار على منهجه إلى يوم الدين، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وتقبلوا تحيات أخيكم عائض القرني من الرياض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015