الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر فليس لعينٍ لم يفض ماؤها عذرُ
توفيت الآمال بعد محمدٍ وأصبح في شغلٍ عن السفرِ السفر
هذا العام -في الحقيقة- عام الحزن، فقد رزئت فيه الأمة الإسلامية بفقد قمم شماء، وجبال راسيات.
قبل أيام حملنا على أكتافنا جنازة إمام أهل السنة والجماعة الشيخ عبد العزيز بن باز، وقبل أيام ودعنا محدث العصر، ومجدد علم الحديث، الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني.
وقد قلنا في حينها عن الشيخ ابن باز بعض ما يستحق، أما الألباني فنحن نشهد الله على محبته، ونحن تلاميذ على كتبه، وكيف ننسى الألباني وكتبه معنا تسامرنا، وتحدثنا، وتزين مكتباتنا وبيوتنا، وتشرح صدورنا، وتبهج قلوبنا.
كيف ننسى الألباني وهو مجددٌ في هذا الفن، أنفق عمره، وأعطى لياليه وشبابه وقوته لميراث محمدٍ عليه الصلاة والسلام، حارب البدع، ودعا إلى منهج السلف الصالح أهل السنة والجماعة، وصحح الحديث، ونفى عنه الكذب والوضع، واشتغل برجال السند، وحقق تحقيقاً باهراً.
كيف ننسى الألباني وكلما دخلنا مكتبةً وجدنا صحيح الجامع، وسلسلة الأحاديث الصحيحة، وإرواء الغليل، وذلك الميراث المبارك، فلا نملك إلا أن نقول:
جزى الله الألباني خير ما جزى عالماً مجدداً إماماً عن أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
إن محبة الألباني دليلٌ على الاعتصام بالسنة عند هذا الجيل، وهو -في حد علمي- أول من رد الناس إلى الدليل في هذا العصر مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز.
إن ابن باز والألباني كالشمس والقمر في علم الحديث والأثر والسنة، وإنني أسأل الله أن يرحم الألباني وابن باز، وأن يجمعنا بهم في دار الكرامة.