علمه

علم عمر رضي الله عنه، وقد سبق أن قلنا: إن علمه نظري استنباطي وإلهامي، فهو محدث من الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وهذا بسبب إخلاصه وإنابته إلى الله عز وجل.

وكان من مواصفات علم الصحابة أنه كان قليلاً لكنه مبارك، وكلام المتأخرين أكثر من علمهم، الآن إذا سألت شيخاً في مسألة أعطاك محاضرة! بينما لو تسأل عمر بن الخطاب مسألة لقال: نعم أو لا.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتي بسطر أو بسطرين، ويخطب يوم الجمعة ما يقارب ست دقائق -كما حسبها بعض الناس الآن- أما نحن فإننا نحتاج إلى إفهام الناس وتفهيم أنفسنا أوقاتاً طويلة، وإلا لو وقف الخطيب الآن ست دقائق ما استطاع أن يكمل مقدمة الخطبة أن يقول: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نفعني الله وإياكم بالآيات والذكر الحكيم.

ومن الفائدة العطرة، والموعظة البليغة: ألا ضرر ولا ضرار، ولا يطلب من الخطيب أو من الواعظ أن يأخذ الناس على حسابه فلا يطلقهم إلا لصلاة العصر! لماذا؟ أخذ عليهم صكاً شرعياً أن يبقوا في مسجده حتى يقطع ظهورهم بالكلام، ولا يطلب منه كذلك أن يأخذ دقائق فلا يوفي الكلام حقه، فكن بين بين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015