فـ ابن عباس سأل عمر عن هذا، فأخبره عمر رضي الله عنه.
ولسائل أن يقول: كيف تقول أن عمر أعلم من ابن عباس وأحاديث ابن عباس أضعاف مضاعفة على أحاديث عمر؟ أقول: نعم.
أحاديث ابن عباس من ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف حديث، ولـ عمر ما يقارب من سبعمائة حديث أو نحو هذا في السنن والمسانيد التي جمعت فكيف يكون أعلم؟
والسؤال الثاني: كيف تقول: إن عمر أعلم من ابن عباس، وابن عباس تكلم في جل آيات التفسير وعمر لم يتكلم إلا في آيات معدودة؟
و صلى الله عليه وسلم أن يقال إن عمر أعلم بلا شك، لكن شغله عن الرواية الخلافة والإدارة والسياسة، كان رجلاً إدارياً من الدرجة الأولى، والعجيب أنه قد كتب عن حياته كتاب إنجليزيون وفرنسيون وأمريكان؛ ألفوا في سياسته وإدارته وعلم الاجتماع عنده وعلم العمران؛ لأنه رجل فذ، هو الذي دون الدواوين وجند الجيوش، وأسس الأسس، وسن للدولة الإسلامية على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم معالم خالدة، فشغل بهذا الأمر فأصبحت روايته قليلة، فهذا من جانب.
ومسألة الحرص على طلب العلم من أعظم خصال المؤمن، وإذا رأيت المؤمن يحرص على طلب العلم والتفقه في الدين، فاعلم أن الله أراد به خيراً قال صلى الله عليه وسلم: {من يرد الله به خيراً يفقه في الدين} متفق عليه.
والذي لا يريد الله به خيراً لا يفقهه في الدين، يعيش هملاً سواء استفاد أم لم يستفد، عرف شيئاً من القرآن أم لم يعرف، تدبر السنة أم لم يتدبرها، حصل على فائدة أم لم يحصل عليها، فالأمر عنده سيان، فإرادة الله للعبد الخيّر هو أن يفقهه في الدين.