حرص ابن عباس على طلب العلم؛ ولذلك قال عنه ابن تيمية: أما ابن عباس فعلمه كالبحر {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الجمعة:4] لكنه لقي أعلم منه وهو عمر بن الخطاب فأصبح ذرة صادفت جبلاً، فأعلم الناس في هذه الأمة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، ولذلك طرح سؤال في كتاب المنطق لـ ابن تيمية المجلد التاسع يقول: يدعي بعض المتأخرين أنهم لكثرة معلوماتهم في أصول الفقه وعلم المنطق وعلم المساحة والفلسفة وعلم الكلام، يظنون أنهم أعلم من أبي بكر وعمر! هذا وسواس ورد إلى بعض الناس، لأن أبا بكر وعمر ما كانا يعرفان المنطق، ولا علم الكلام ولا الفلسفة، فأتى ابن تيمية يرد برد قوي جازم قال: كذب أفراخ الفلسفة وأفراخ علم الكلام وأفراخ النصارى واليهود، بل أعلم الناس وأتقاهم وأخشاهم وأصدقهم -وكلاماً نحو هذا- أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي فـ أبو بكر، وعمر من أعلم الناس.
فلما أتى ابن عباس وسافر مع عمر أخذها فرصة أن يتعلم من هذا الرجل الملهم، والبحر الخضم، الذي تنساح وتنداح الفوائد من على لسانه ومن جنباته كالدرر من البحر، أو كمكنوزات الجواهر من كنوزها.