هذا الخط الخارجي الابتداعي ظل في العالم الإسلامي قروناً وحقباً، وهو يعتمد في تصوره على أمور:
أولها: طرح السنة، وهي مسألة لا يزال كثير من الناس يقول بها اليوم، كما ينادي بها رجل عميل مخرف في أمريكا اسمه رشاد خليفة، وهذا الرجل له هناك مسجد كبير في ولاية متشجن، وهذا الرجل يقدم امرأته لتصلي بالرجال، والذين وراءها ضلال مثلها.
فرد عليه العلماء وأرسلوا له كلاماً، فقال: أنا لا أعترف إلا بالقرآن، والله سوف يرسل رسلاً مصلحين -يريد أن يمهد لنفسه ليدعي النبوة- وقال: من يمنع المرأة أن تصلي بالناس، بل المرأة أفضل من كثير من علماء الناس، وهذا الضال لا يزال ينشر منشورات وهو على النفس الخارجي في ترك السنة، وكذلك نشأ بعض الناس في الشرق الأوسط، وأنكروا سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وادعوا أنها ليست بثابتة، ورددت عليهم بكتب موجودة في الساحة، وهذا نفس خارجي.
ويقول أحد العملاء من هؤلاء الضلال الفجرة، وهو في التلفاز يشرب كأس الماء في نهار رمضان قال: إن محمداً رجل بادية، وإنه جاء بتعاليم من البدو والأعراب ينشرها بين الناس إلى آخر ما قال!! وهذا نفس خارجي، لكنه زاد على الخوارج عدم توقير الإسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم.
وتوفي عليه الصلاة والسلام، والصحابة لا زالوا في ضميمة من الهدي المستقيم، يشعرون بحلاوة العبادة والاستمرار على القوة والتكاتف على طاعة الله تحت مظلة القرآن والسنة، وأتى أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه، فما كانت حربه ابتداعية بل كانت تمرداً ضد الحكومة الإسلامية، أولئك الثوار أعلنوا تمردهم على الإسلام وما كانوا إلا فريقين:
فريق قال: قد انتهى الإسلام بموته صلى الله عليه وسلم، ويقول شاعرهم:
رضينا بحكم رسول الله إذ كان بيننا فما بالنا نرضى بحكم أبي بكر
أيملكها بكر إذا مات بعده فتلك لعمر الله قاصمة الظهر
والفريق الثاني قالوا: لا زكاة في الإسلام، انتهت الزكاة بموته صلى الله عليه وسلم، فأعلن أبو بكر الحرب عليهم، ودمرهم تدميراً، وأخذهم بالسيف، وقادهم، فمنهم من قتلهم، ومنهم أخذوا أسارى حتى أذعنوا.