Q ما حكم اللعن والدعاء على الآخرين، وما حكم التهاري؟
صلى الله عليه وسلم هذا السؤال فيه ثلاث مسائل، التهرية واللعن والدعاء، أما الدعاء فيقول صلى الله عليه وسلم: {لا تدعوا على أموالكم ولا على أنفسكم، لا تصادفوا ساعة من الله يستجاب فيها فيجيب سُبحَانَهُ وَتَعَالَى} فعلى المسلم أن يتقي الله في أهله، وفي ماله وولده، فإن بعض الناس يدعو على أطفاله من غير تعمد؛ فتصادف من الله وقتاً إجابة فتعمد إلى هذا الطفل أو هذا المال أو هذه الزوجة، فتكون خسارته في الدنيا والآخرة، ولا يستخدم هذه الألفاظ، إلا من قل إيمانه ومراقبته لله عز وجل، ولا بأس أن يتكلم المرء بعض الكلام الذي يؤدب، أما الدعاء فأجرح ما يكون.
أما التهاري ودعوة الجن فهي على قسمين: من قصد أن الجن يضرون وينفعون من دون الله وأن لهم تأثير، أو أنهم يخلقون ويميتون، وينفعون أو يضرون، ويرزقون أو يفقرون فهذا مشرك، عليه أن يتوب إلى الله عز وجل، وأما أن يكون قالها كلمة ولا يعتقد ما فيها، إنما دعا الجن، فهذا مذنب وعليه إثم من الله؛ لكنه ما أشرك وهو على نيته.
وأما اللعن: فإن اللعن معناه الطرد والإبعاد من رحمة الله، وإذا لعن المال قلت بركته، وقل حاله، مرت امرأة مع الرسول صلى الله عليه وسلم معها ناقة فقالت للناقة: لعنها الله، قال عليه الصلاة والسلام: {خذي ما عليها واتركيها فإنها ملعونة، لا تصحبونا بملعون} فمن لعن شيئاً من ماله قلت بركته، ولا يستفيد من هذا المال، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش البذيء} فأوصي نفسي وإياكم بترك اللعن ونظافة اللسان، فإن الله طيب يحب الطيب سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.