عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري تظله الملائكة

لما حضرت معركة أحد بين الكفار والمسلمين، بين قريش والمهاجرين والأنصار، خرج عبد الله بن عمرو الأنصاري فقال: يارب اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى، ثم اغتسل ولبس أكفانه، فلما أتى المعركة، قاتل حتى صلاة الظهر، ثم قتل، قالت أخته: والله لقد وجدت فيه أكثر من ثمانين ضربة بالسيف، قالت: فرأيت الرسول عليه الصلاة والسلام فأتيته فقلت: يا رسول الله، هل أخي في الجنة فأصبر وأحتسب أم في غير ذلك، فسوف ترى ماذا أصنع؟ قال: تبكين أو لا تبكين، فما زالت الملائكة تظلله حتى رفعتموه، والذي نفسي بيده، لقد كلم الله أخاك بلا ترجمان، قال: يا عبدي تمن، قال: أتمنى أن تردني إلى الدنيا، فأقتل فيك ثانية، قال: إني كتبت على نفسي أنهم إليها لا يرجعون، فتمن، قال: أتمنى أن ترضى عني فإني قد رضيت عنك، قال: فإني قد أحللت عليك رضواني لا أسخط عليك أبداً، فجعل الله روحه وأرواح إخوانه الشهداء السبعين في حواصل طير، ترد الجنة فتشرب من مائها، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

هذا ثواب الصدق يوم يصدق الإنسان مع الله، يوم يعلم الله عز وجل أنه صادق يرزقه هذا الثواب العظيم في الدنيا وفي الآخرة، فنسأل الله لنا ولكم الصدق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015