والصلاة -يا عباد الله- لا تقبل إلا جماعة إلا من عذر يبيح للمسلم أن يتخلف عنها، يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} [النساء:102] ويقول: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة:43] ويقول عليه الصلاة والسلام: {والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بالصلاة، ثم أخالف إلى أناس لا يشهدون الصلاة معنا، فأحرق عليه بيوتهم بالنار، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء معنا} ويقول عليه الصلاة والسلام: {بيننا وبين المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر لا يستطيعونها} {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات:35].
يقول عليه الصلاة والسلام للأعمى وقد سأله هل يجد له رخصة قال: {أتسمع حي على الصلاة حي على الفلاح؟ قال: نعم.
قال: فأجب فإني لا أجد لك رخصة} حديث صحيح.
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من سمع النداء فلم يأت؛ فلا صلاة له إلا من عذر} ويقول عليه الصلاة والسلام في حديث فيه نظر: {من رأيتموه يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان} وذلك لقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة:18] والصلاة في الجماعة من أوجب الواجبات، ولا يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق.