ثم قال البخاري: باب وضع اليد على المريض:
هل توضع اليد على المريض أم لا؟ هذا من الأنس واللطافة، وهي من أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم، أتى إلى سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة وقائد المسلمين في القادسية ووجده مريضاً في مكة بعد الهجرة فوضع يده عليه، ودعا له بالبركة والصحة والعافية.
قال جابر أغمي علي من المرض، فما وعيت بنفسي إلا والرسول عليه الصلاة والسلام تمضمض ومج في وجهي، فانتبهت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي، ووضع صلى الله عليه وسلم يده.
قال سعد بن أبي وقاص: والله الذي لا إله إلا هو ما زال برد يده صلى الله عليه وسلم على صدري حتى بعد عشرين أو ثلاثين سنة، لما جعل الله فيه من البر والبركة والطيب لكن ليس لأحد غيره صلى الله عليه وسلم.
كان يُفْلت يده للأعراب وهو حاج فيأخذ الأعرابي يده فيمسح بها وجهه وبعضهم يبل يده في الماء ويشرب الماء، وفي المسند للإمام أحمد في ترجمته التي أوردها أحمد شاكر وهي موجودة عند الذهبي وغيره أن الإمام أحمد وجد شعرة من شعره صلى الله عليه وسلم فأخذ يبلها في الماء ويضعها على عينه ويبلها في الماء ويستنشقها ويشمها ويضعها في الماء ويمص ماءها، قال الذهبي: والهف نفسه على شعرة من شعره صلى الله عليه وسلم، وهذا لكمال الحب الذي أوجدته سيرته صلى الله عليه وسلم في القلوب.