واجب المسلم تجاه المريض

وواجبنا نحو المريض:

الزيارة الشرعية طلباً للثواب من الله ففي صحيح مسلم: {من زار أخاه المسلم إذا مرض لا يزال في خرفة الجنة حتى يمسي} وفي لفظ صحيح آخر: {شيعه سبعون ألف ملك حتى يمسي} وفي الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {حق المسلم على المسلم ست -وفي رواية خمس- ومنها: وإذا مرض فعده}.

وللزيارة آداب منها:

1/ أن تتوخى الوقت المناسب لزيارته، وتختار أحسن وقت لزيارته كالعصر أو المغرب أو الصباح بحسب المريض وظروفه، وأما أن تفاجئه في وقت لا يزار فيه فهذا ليس بصحيح، وهو تعكير للصفو، وربما يذهب الإثم بالأجر وبعضهم يطرق عليك وسط الليل، فتقول ماذا؟! فيقول: سمعت أنك مزكوم فأتيت أزورك في الله عز وجل، أهذه زيارة؟!

2/ أن يخفف الجلوس لديه إذا زاره، ولا يتأخر طويلاً في الجلوس، وإنما يبقى عنده بقدر ما يسأل عن حاله، ويدعو له، فإن بعض الناس ربما يطيل على المريض حتى يزداد مرضاً إلى مرضه، إلا إن علم بارتياح المريض لبقائه معه.

3/ أن يكون كلامه مناسباً للموقف، فإذا مرض أحد الناس فلا يأتي بكلمة عن القبر، أو رجل مزكوم أو أصابه جرح بسيط في يده فيقول: نسأل الله العافية، فلان بن فلان أصابه الزكام فما زال به الزكام حتى أرداه في القبر، وفلان أصابه جرح فتسمم من الجرح حتى بترت يده! وإن كان من أهل الآخرة فيرجيه برحمة الله عز وجل ويقربه من النعيم ويحسن ظنه بالله تبارك وتعالى.

ولا يزال الحديث مستمراً مع أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من يرد الله به خيراً يصب منه} في الصحيحين عن معاوية: {من يرد الله به خيراً يفقه في الدين} ومفهوم المخالفة أن الذي لا يريد الله به خيراً لا يفقه في الدين، وهنا: {من يرد الله به خير يصب منه} أي: تصيبه مصيبة من مرض أو نصب أو غيرهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015