إن الذي يحفظ الله في شبابه يحفظه الله في شيخوخته.
يروى أن أبو الطيب الطبري عالم شافعي بلغ الثمانين من عمره، أتى إلى السفينة فقفز من السفينة إلى الشاطئ، فأتى الشباب ليقفزوا فما استطاعوا، قالوا: كيف تستطيع وأنت شيخ ولا نستطيع ونحن شباب؟! قال: هذه أعضاء حفظناها في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر.
وحدثنا بعض دعاة الجزائر - البلد المسلم التي قدمت مليوناً من قتلاها يوم سحقت مليوناً من أعداء البشر من الفرنسيين -أن داعية من المسيلة وهي بلد في الجزائر شاب عرف الله، شاب اهتدى إلى الله، لا يغادر مصحفُه جيبَه، الصلوات الخمس ما يفارقها ولو يفارق رأسُه جثتَه، انقلبت به سيارته وهو في طريق من مدينة إلى مدينة، وأصبح في الرمق الأخير وهو في سكرات الموت أغمي عليه أربعة أيام، قال: والله الذي لا إله إلا هو ما ترك قراءة الفاتحة لحظة واحدة ليلاً ونهارًا مدة أربعة أيام ثم توفي، لأنه عاش على الفاتحة، ومات بمعاني الفاتحة، ويدخل قبره على الفاتحة، ويحشر يوم يُحشر الناس على الفاتحة.