الوصية الثانية: أوصيكم ونفسي بالتوبة من المعاصي، وبالرجوع عن الخطايا والذنوب، وباستغفار الواحد الأحد من السيئات؛ فإن الذنوب موبقات ومحبطات ولعنات والعياذ بالله، يقول الله في بني إسرائيل: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة:13] ابتلاهم الله بقسوة القلوب وباللعنة وبأنهم نسوا حظاً مما ذكروا به من العلم بسبب معاصيهم: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30].
فالله الله في حفظ الله والانتهاء عن المعاصي، حفظ الله في السمع والبصر، والفرج والبطن، واليد والرجل والجوارح، لا يزال العبد حافظاً لله حتى يحفظه الله، لا يزال العبد يتقي الله حتى ينجيه الله عز وجل، عين تنظر إلى الحرام لا تحرم عليها النار، أذن تستمع إلى الغناء قد يحرم عليها دخول تلك الجنة التي فيها كل خير وكل فضل وكل بركة.
فيا إخوتي في الله! عاقبة المعاصي وخيمة، وانظروا فعلها في كثير من الشباب الذين انحرفوا، الذين كثير منهم يسكن في مدننا وقُرانا وفي أريافنا، كثير منهم تركوا المساجد، تركوا الصلوات الخمس، عقوا الوالدين، وقطعوا الرحم، واستمعوا إلى الغناء، زنوا، ورابوا، وفَجَروا، حينها ضيَّع الله مستقبلهم، وأطفأ نورهم، وأذهب بركتهم، قال تعالى: {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ} [فصلت:16].