الحذر من شهادة الزور

الأمر الثالث: ألا تقرب شهادة زور من قبرك، فإنا رأينا وسمعنا بعض الشيوخ -نسأل الله العافية والسلامة- أنه لما اقترب من القبر ختم صحيفته بشهادة زور، بعضهم الآن أصبح في المحاكم الشرعية للبيع والشراء، يبيع دينه وذمته بألف ريال، يشترون شهادته، وهو ما حضر ولا نَظََرَ، ولا شَهِدَ ولا رَأَى، فيشهد بالله العظيم؛ فيحلل أموالاً حراماً لقوم، ويحرم أموالاً حلالاً لقوم، فأين الذمم؟! وأين الإيمان؟! شيخ كبير يفعل هذا؟! وبعضهم جعل مجلسه للغيبة والنميمة، إذا قلت له: قل سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، قال: ساعة وساعة.

لا.

ليست ساعة وساعة، بل ساعة وثلاث وعشرون ساعة، فيجعلون ساعة للصلوات وللعبادة لكنها مغشوشة، وثلاث وعشرون ساعة للمعاصي، كثير من المجالس غيبة ونميمة وزور وبهتان وتعرض لأعراض المسلمين، فنعوذ بالله من الخذلان في آخر العمر.

فيا شيوخنا! ويا كبارنا في السن! بمن نقتدي؟ وإلى من ننظر؟ أما رأيتم ما فعلت ذنوبنا وخطايانا ومعاصينا! ما نزل القطر ولا هطل المطر! بل جفت الآبار، وانقطعت الأمطار، وماتت الأشجار، وذبلت الأزهار، وغضب الواحد الجبار، كل يوم نخرج نستسقي ونجرب تجارباً كلها تبوء بالفشل؛ لأننا خرجنا إلى المصلى بقلوب قاسية، وثياب مبهرجة، سياراتنا من الربا، وملابسنا من الربا، وقصورنا ودورنا من الربا، ونسمع الغناء، ونهرج مع الغيبة والنميمة والفحش إلا من عصم ربنا، فعودة نصوحاً يا شيوخ الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015