Q ما رأي فضيلتكم في الغناء الغير ماجن؟
صلى الله عليه وسلم الغير ماجن! ما هو الغناء الغير ماجن؟! ما أسكر كثيره فقليله حرام، كل هذا إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، بل هذا بلغ أكثر من قلتين وهو خبث من أصله فهو خبيث من أصله، أما أن يقسم الغناء، ما بقي علينا إلا أن يؤتى غناء إسلامي وغناء غير إسلامي، ثم يتطور الحال نعوذ بالله من ذلك، فيأتي خمر إسلامي، وخمر غير إسلامي.
ليس في الغناء إلا غناء معروف، والغناء هو: ما أطرب وما هيج وما شجن، فالغناء كله حرام، ولا أعرف أن فيه حلالاً، لكن بعض الناس ترخص فيه، حتى بعض من تنسب إليه الفتيا ترخص في هذا الأمر وهو محجوج بالسنة، وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب ذاك القبر عليه الصلاة والسلام فهو المعصوم، وبضاعة لم تخرج من كيسه فيها شيء من غشش، ودراهم لم تخرج من مكانه، أو من داره عليه الصلاة والسلام فيها بهرج، فأنت عليك ألا تأخذ الكلام إلا من المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، ففي صحيح البخاري عن أبي مالك الأشعري قال: يقول عليه الصلاة والسلام: {ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف} واستحلالها معناه: كان محرماً فحللوه، والغناء محرم.
قال ابن القيم:
قال ابن عباس: ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان
فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الـ إنسان كالنغمات بالأوزان
يا خبية الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان
إلى آخر ما قال
فمن سمع الغناء في الدنيا، حرمه الله الغناء في الجنة، وقد ثبت في مسند أحمد رحمه الله مرفوعاً: {إن في الجنة جواري يغنين يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، نحن الناعمات لا نبأس، طوبى لمن كنا له وكان لنا}.
ومضار الغناء
أولاً: أنه ينزع محبة الله عز وجل ومحبة رسولنا من القلب، ويأخذ وقت الذكر والقرآن، ويؤخر عن وقت الصلاة، ويحبب الفواحش، ويأتي بالوحشة، ويهيج الخيال عن الواقعية، حتى إن أهل الغناء دائماً يعيشون في خيال، تجد الناس مهمومين بمصيبة وهو يضحك ويطرب، تجد الناس مسرورين بمناسبة وهو في هم وغم؛ لأن عقله أصبح مثل عقل الفلاسفة، كما يقول الذهبي في عقل واحد من غلاة الصوفية ترك الطعام ثلاثة أيام -مثل أهل الغناء- قال: فرأيت صوراً جميلةً أمامي ما أدري أظنها صورة ملائكة، قال الذهبي: والله ما رأيت ملائكة، ولكن عقلك طاش وخاش وفاش.
فهؤلاء الذين يعيشون على الوتر والغناء والشريط الماجن والأغنية عقولهم خاشت وفاشت وطاشت، لا علم، لا أصالة، لا عمق، لا توجه، لا إدراك، لا فهم فقط المعشوقة والعشيقة وليلة كذا وليلة حمراء، وعلى جفون القمر، ومع النجم اللامع، ويوم تغرب الشمس، هذا الكلام المنفوش الذي لا يعتمد على أصالة، {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرض} [الرعد:17].