والأسلوب الذي استخدمه صلى الله عليه وسلم في الدعوة -وأنتم أيها الدعاة والأساتذة والمعلمون! - اللين والحكمة، أرسل الله موسى عليه السلام لفرعون شيخ الطغاة، والدجال الكبير، والأفاك الأثيم، فقال له ولهارون: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:44].
إن العصا لا تغرس الإيمان والحب والطموح، إن العصا ليست وحدها التي تهدي إلى الصراط المستقيم، إن العصا ليست التي تخرج العصاة من الدمار والعار والشنار إلى الإيمان والسلام، والعدل والحب والطموح {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً} [طه:44] القول اللين يغرس لا إله إلا الله في القلوب، القول اللين يسكب الدعوة في الأرواح، القول اللين تحبه القلوب وتعشقه النفوس.
فيا أيها الأساتذة: أسلوبه عليه الصلاة والسلام كما تعرفون: اللين، يعرض الدعوة لا يجرح الشعور، يحب للناس ما يحب لنفسه، رفيقاً رحيماً قريباً من القلوب صلى الله عليه وسلم، يريد أن ينقذ الإنسان، وأنت بمقامك في الفصل اجعل من أكبر مهماتك أن تنقذ أبناء المسلمين من النار، قبل أن ينجحوا في الامتحان ينقذوا من غضب الواحد القهار، ولا يتحصَّل ذلك إلا إذا أحببت لهم ما تحب لنفسك، ومن الأساتذة من يتشفَّى في طلابه، ومنهم مَن ترك الأمانة وراء ظهره، ومنهم من جعل عباد الله خَوَلاً، واستهان بالرسالة، وهذا إن شاء الله قليل، أو لا يوجد في هذا المجتمع، وهذا الصرح مشيد، لكن ينبه خوفاً من أن يقع هذا في بعض الفترات، أو بعض الأزمنة.