فأقول لمدير المعهد: سلام الله عليك، إنك كما تعرف أنك مسئول عن هذا الجيل أمام الله، وإنه لا خير فيَّ إذا لم أقل: اتق الله، ولا خير في المنصوح إذا لم يقبلها.
قال رجل لـ عمر رضي الله عنه وأرضاه: [[يا أمير المؤمنين! اتق الله، فوالله إن لم تتق الله ليعذبَّنك، فجلس عمر يبكي، ويقول: لا خير فيَّ إذا لم أقبل قولك -اتق الله- ولا خير فيك إذا لم تقل لي: اتق الله]].
وهذه هي المسئولية وهي الوصية العامة، قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} [النساء:131] وإنما أقول ذلك لمدير المعهد؛ لأنه هو الموجِّه والمربي والأب لهذا الصَّرح، فحيثما يتجه وحيثما يجعل من نفسه قدوة، سوف يراه هذا الجيل، وسوف يكونون في ميزان حسناته، فوالله الذي لا إله إلا هو لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم.
ما يساوي ذهب الدنيا! ومال الدنيا! وسيارات الدنيا! وكنوز الدنيا؟! كلها والله هباء منثور في جنب هداية هذا الجيل، وهداية شاب واحد إلى الله بالقدوة، وبالكلمة المؤثرة النفَّاذة، وبالتصرف السليم، وبالتربية التي تنتهج تربيته صلى الله عليه وسلم، فحي هلاً بك مديراً تقود هذا الجيل، وتغرس في نفسه لا إله إلا الله، فإن الله سوف يسألك يوم القيامة عن هؤلاء، والله ليست القضية قضية إدارة ومدير فحسب، وليست القضية أنظمة ولوائح فحسب، لكنها مسئوليةٌ مِنَ الذي رفع السماوات بلا عمد، ومسئوليةٌ مِن الذي بسط الأرض على مدد، ومسئوليةٌ مِنَ الذي خلق الإنسان في كبد.