وأما القسم الثاني من أقسام البكاء: قسم النياحة والتضجر والسخط، وهذا هو المذموم وصاحبه مأزور غير مأجور ولا مشكور، وفي حديث أنس في البخاري: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قبر وعليه امرأة تبكي فقال لها صلى الله عليه وسلم: اتقي الله واصبري، قالت: إليك عني فإنك لم تصب كمصيبتي، ولم تعرفه صلى الله عليه وسلم، فلما ذهب صلى الله عليه وسلم قالوا لها: إن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلحقته -فلم تجد عنده بوابين- فقالت: يا رسول الله! إني لم أعرفك -كالمعتذرة- فقال صلى الله عليه وسلم: إنما الصبر عند الصدمة الأولى} يعني: ليس هذا وقت الصبر، ولو صبرتي عند الصدمة الأولى كان أأجر وأفضل، فما أقرها الرسول صلى الله عليه وسلم عند بكائها لما بكت.