أيها الإخوة: طلب العلم أفضل ما يكون، وإنما يشرف المركز الصيفي بكثرة الدروس فيه وكثرة تحصيل الطلبة.
قال أحد الأدباء من المدن القريبة: أذهب أربعين سنة في طلب الأدب، هذا الأدب والشعر والدواوين، يقول: والله فاتت مني أربعين سنة كما يفوت خاتم الشحيح إذا سقط في الأرض، قال: ثم عدت فأتهنى لشباب هم الآن في الثانويات والجامعات بدءوا يطلبون الحديث ويخرجون الأحاديث، يقول: يا ليتني أدركت الأربعين وجعلتها في طلب الحديث وتخريجه، وترجم الذهبي لـ ابن عبد الباقي الأنصاري العالم في القرن الرابع، يقول: كان محدثاً مفكراً نحوياً، خطيباً، أديباً، عنده علم الفلسفة يقول ابن عبد الباقي: تبت من كل علم إلا من علم الحديث.
ومقصودي: أن العلم هو علم قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام، ويعجب الإنسان في نفسه -ولا يريد الإنسان أن يتحدث عن نفسه- لكن قبل سنوات كنت أظن أن العلم هو دواوين الشعر، اثنان وعشرون ديواناً كانت عندي، وكنت أظن أن العلماء هم الشعراء، في الليل والنهار قصائد، حتى أكتشف في الأخير أن هناك رجلاً اسمه البخاري، وابن تيمية، وأحمد، وأن هؤلاء الشعراء لا يساوون شيئاً.
فطلب العلم أشرف شيء، والأمة إنما تنتهي إذا لم يبق فيها علماء.