ولما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى مكة أراد أن يترك علي بن أبي طالب هذا الأسد في براثنه يتركه في فراشه، فأمره أن ينام على فراشه، وذهب صلى الله عليه وسلم، ولما أحدقوا ببيته جعل الله عليهم عمى وسكراً فلم يروه لما خرج، ونثر التراب على رءوسهم وهو يقول: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً} [يس:9] فلما خرج صلى الله عليه وسلم ترك علياً فأحدقوا به فلم يخف رضي الله عنه وأرضاه، ولحق بالرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، والأمر الذي يميزه به بين الناس شجاعته النادرة وزهده وصدقه وإخلاصه مع الله تبارك وتعالى.