أطفال السلف كبار، حضر أربعة أطفال في معركة القادسية، وهم أبناء الخنساء النخعية، فقالت: يا أبنائي، والله ما غدرت أباكم ولا خنت خالكم، والله إنكم لأبناء رجل واحد، فإذا لقيتم المعركة فيمموا أبطالها، واستقبلوا وطيسها، عسى الله أن يقر عيني بقتلكم في سبيل الله.
أي أم تلك الأم! وأي معلمة وأي جامعة؟! تقدموا فلبسوا الأكفان، وقاتلوا فقتلوا الأربعة، قبل صلاة الظهر، وأتوا بالخبر السار إليها فدمعت عيناها من الفرح.
طفح السرور عليّ حتى أنني من عظم ما قد سرني أبكاني
وقالت: الحمد لله الذي أقر عيني بقتلهم في سبيل الله، هذه هي الحياة التي يريدها محمد عليه الصلاة والسلام، يريد لهذا الطفل حياة وتوفيقاً ونجابة وسؤدداً.
نعم عاش عليه الصلاة والسلام مع الأطفال هذه المراحل، ونحن نقول كما بدأنا لكل طفل مسلم: إن كنت أيها الوالد ويا أيتها الأم، ويا أيها الطفل؛ تريدون الله والدار الآخرة فدونكم المبادئ، ودونكم الدستور الخالد، والرسالة الرائدة، والتعاليم الربانية، أنشئوهم على لا إله إلا الله، لقنوهم لا إله إلا الله، علموهم الرسالة والسنة في القيام والقعود والنوم والأكل والشراب واليقظة وكل شئون الحياة، لأنكم أنتم المسئولون أمام الله عنهم:
يا طفل غرد في تبسم أحمد وارسم ضياء جبينه المتلالي
واسعد برؤية خير من وطئ الثرى راعي اليتامى قائد الأبطال
يا طفل في قلب الرسول مكانة لك قد حباها سيد الأجيال
ديناً حوى نهج التكامل والوفا للشيب والفتيان والأطفال
وبهذه الأبيات ننهي هذا الدرس، مع شكري لكم، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.