عباد الله: في الحديث السابق كرامة من كرامات الأولياء، وكرامات الأولياء أثبتها أهل السنة والجماعة؛ لكن بشرطين كما يقول شيخ الإسلام وعلم الأعلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد الحادي عشر من فتاويه قال: يشترط في الكرامة شرطان:
الشرط الأول: أن تكون على طاعة، أو تكون ثمرة ونتيجة لطاعة، فتحصل على يد رجل طائع لله عز وجل؛ لا فاجر ولا كاهن ولا مشرك ولا ساحر ولا منجم؛ لأن هؤلاء أعداء الله وأعداء رسله عليهم الصلاة والسلام، وقد يحدث لهم خوارق وأمور تخالف عادات الناس، وأمور يحدثها الله عز وجل فتنة وابتلاء لهم.
فلا بد للكرامة أن تكون على طاعة، وأن يكون صاحبها على الكتاب والسنة، قال الشافعي رحمه الله تعالى: لا تغتروا بالعبد ولو طار في الهواء وسار على الماء حتى توازنوا عمله بالكتاب والسنة.
أو كما قال.
والشرط الثاني: أن تستغل هذه الكرامة في مرضاة الله، وفي رفع دعوة الله عز وجل، وفي نصرة دينه وحماية أوليائه.
والله عز وجل يجعل الكرامات للأولياء بسبب إخلاصهم.