وكانت منازل الصحابة كما أسلفت بقدر قربهم من هذا الكتاب، وبقدر حفظهم للقرآن، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الذي ليس في صدره شيء من القرآن كالبيت الخرب} وهذا الحديث عند الترمذي، والبيت الخرب الذي تسكنه الغربان والحيات والعقارب وكلما هب ودب وهو أشبه بالقلب الذي لا يسكنه القرآن، ففيه نفاق ووساوس وخطرات وواردات وعشقٌ ووله، وأغانٍ ماجنات، ونظرات سيئات، ومطاردة للداعرين والداعرات، فهذا هو القلب الذي أخفق من لا إله إلا الله، ولم يسكنه القرآن، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بمنازلهم، وبقربهم من القرآن.