وعند أبي داود والترمذي عن الأسود بن يزيد، قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر في مسجد الخيف بـ منى -مسجد الخيف مكان تقاسم فيه الكفار على الكفر وهم في منى فأتى صلى الله عليه وسلم ليجعله بيتاً لله عز وجل- فصلى صلاة الفجر، فلما انتهى من الصلاة ومعه الحجاج التفت فإذا في طرف المسجد رجلان لم يصليا، فقال: عليَّ بهما، فأخذ الصحابة هذا بيده وهذا بيده، وسحبوهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الأسود بن يزيد: ترعُد فرائصهما -والفرائص هي: اللبة في الفرس بين اليد والرجل، أي: أنها من كثرة الخوف تضطرب هذه الأماكن؛ لأنهم دُعوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام- فقال صلى الله عليه وسلم: {ما منعكما أن تصليا معنا؟ قالا: يا رسول الله! إنا صلينا في رحالنا -أي: صلينا في بيوتنا، أو في خيامنا في منى - قال صلى الله عليه وسلم: إذا صليتم في رحالكم وأتيتم والناس يصلون فصلوا فإنها لكم نافلة}.
فالمسلم إذا دخل مسجداً وقد صلى -في أي مسجد آخر- ومرَّ بجماعة وهم يصلون فعليه أن يصلي معهم وتكون له نافلة، ولا يقلْ: إني صليت، بل يدخل معهم ويكتبها الله له نافلة.