قالت الملائكة: يا رب! نحن نسبح بحمدك، ونصلي لك، ونطيعك! فأنزلنا في الأرض!! قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} [البقرة:30] أي: أعلم حكمةً لا تعلمونها، وأعلم سراً لا تدركونه، وأعلم مقصداً لا تفطنون إليه، قال أهل العلم: مما علم سُبحَانَهُ وَتَعَالَى من هؤلاء أنه سوف يكون من ذرية آدم رسلٌ وأنبياء وشهداء، وعلماء ودعاة وصالحون.
إبراهيم وموسى وعيسى ونوح ومحمدٌ عليهم الصلاة والسلام، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وأبي، ومعاذ، وزيد بن ثابت، ومالك، والشافعي، وأبو حنيفة، وأحمد، وابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير وأمثالهم كثير، هذا مما علم سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ويعلم سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أنه سيكون هناك مفسدون، قال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة:251].
إبليس وفرعون، وابن الراوندي، وهامان، وقارون، وأبو جهل، وأبو لهب، وأمية بن خلف، وكل رعديدٍ على وجه الأرض، وشامير، ورابين، وريجن، وبيجن، فالله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم، لكن يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان:31].
هذا هو العلم، أعلم ما لا تعلمون!! والله يعلم ما يعلمون، ويعلم مالا يعلمون، سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ومن أدب الفتيا -وسوف يمر معنا- إذا سئلت عما لا تعلم أن تقول: الله أعلم.