المنافقون وإشعال نار الفتنة

وكان في الجيش منافقون، قالوا: ما لها تأخرت؟ لماذا صفوان بن المعطل يقود جملها؟ واستوفوا الخبر ووزعوه، وكان الذي تولى كبر هذا الخبر هو عبد الله بن أبي بن سلول عليه غضب الله ولعنته وسخطه، وقد فعل سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فأتى ابن أبي يوزع الأخبار ويجلس تحت الأشجار مع الناس ويتكلم في هذا الأمر، ولذلك بنو أمية كانوا يحقدون على علي بن أبي طالب، ويرون أنه هو الذي تولى كبره، لا إله إلا الله أبو الحسن الإمام المرتضى يفعل ذلك!!

ولذلك ذكر الشوكاني في فتح القدير ناقلاً عن ابن جرير وأمثاله بأسانيد جيدة أن هشام بن عبد الملك الأموي كان جالساً في القصر والعلماء حوله، وكان يبغض علي بن أبي طالب ويرى أن الذي تولى كبره هو علي بن أبي طالب، فقال: يا مسلم بن يسار! -أحد العلماء المحدثين- من الذي تولى كبره؟ قال: يا أمير المؤمنين! الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي بن سلول، قال: كذبت! قال: أمير المؤمنين أعلم بما يقول- وهو يعرف في نفسه أن الخليفة كذاب لكن ما أراد أن يتورط، قال: يا فلان! من الذي تولى كبره؟ قال: عبد الله بن أبي بن سلول، قال: كذبت، قال: أمير المؤمنين أدرى، فقال الخليفة: يا زهري! من الذي تولى كبره؟ قال: الذي تولى كبره عبد الله بن أبي بن سلول، قال: كذبت! قال: بل كذبت أنت وأبوك وجدك، حدثني فلان بن فلان عن عروة وعبيد الله بالأسانيد كأنها نجوم السماء:

سند كأن عليه من شمس الضحى نوراً ومن فلق الصباح عمودا

بعد أن ألقمه حجراً، يقول: كذبت أنت وأبوك وجدك، وهو ملك والسيف مسلول يقطر دماً لكن الحياة كلها سهلة، بل حدثني فلان وفلان أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي بن سلول، وحدثني فلان عن عائشة حتى ملأ المجلس أسانيد ووثائق وحقائق، وأخذ الخليفة يرتعد، ويقول: لعلنا هيجناك أيها الشيخ، نعم صدقت -صدق رغم أنفه- وعلى كل حال كان بنو أمية يرون هذا، والشاهد أن الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015