حرمة غيبة المسلم وعلاجها

Q ما حكم الغيبة؟ وما هي الحلول للنجاة منها؟

صلى الله عليه وسلم الغيبة ذنب من الذنوب الكبار، عُصي الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى بها في الأرض كثيراً، والغيبة أمر سهل على الألسن، وهي فاكهة المجالس، ولكنها تثير وتهدم المجتمعات والصروح، وتخرب من البيوت ما لا يخربه الجنود.

والغيبة دليل على الحقد الدخيل في النفس، وعلى سقوط النفس، الغيبة مبدأ ظالم عُصي الله به في الأمم القديمة، ونهى الله عن ذلك، والغيبة جرح للشعور، والغيبة خروج عن حد الأدب، يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} [الحجرات:12].

حد الغيبة في الإسلام: أن تذكر أخاك بما يكره، فإن كان فيه فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته.

والغيبة لها وسائل يمليها الشيطان، وهو عالم في هذا الجانب، يقول لك: لا نريد من هذا الشخص أن نغتابه لكن نقومه تقويماً تربوياً لمصلحته، ومن الغيبة -كما ذكر النووي وابن تيمية - الورع البارد، بعض الناس عنده ورع بارد مظلم، يأتي يقول: هدى الله فلان، هو لا يريد هدايته إنما يريد اغتيابه، وإذا ذكر له فلان قال: عافانا الله وإياه، ولكن معناه كأنه سور له باب، باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، فالظاهر كأنك تدعو له بالعافية، لكن الباطن كأنه وقع في ريبة وأمر ومعصية تنبه الناس عليها، وإذا ذكر، قال: مسكين، نسأل الله أن يعافينا مما أصابه، نعوذ بالله من الغيبة، وتشترك العين واللسان واليد في الغيبة، قيل لبعض الناس: ما هي غيبة العين؟ قال: أن تهمز إذا ذكر، وأن تخرج لسانك، وأن تشير بيديك أو تنفخ بيديك على كفك، هذه كلها غيبة، وحلولها:-

أولاً: أن تتقي الله في أعراض المسلمين.

ثانياً: أن تعرف أن الجزاء من جنس العمل، وأن تعرف -وهذا غالباً- أن أكثر من تؤكل لحومهم في المجالس أكثرهم غيبة للناس، وإذا رأيت الناس تتناوب عرض فلان في المجالس فلأنه أكثر من تناول أعراض الناس، فمن شكر الناس شكره الله، ومن عفا عن الناس عفا الله عنه، ومن رحم الناس رحمه الله، لأن الجزاء من جنس العمل.

ثالثاً: قال بعض أهل العلم لرجل يغتاب المسلمين: أقاتلت الروم؟ قال: لا.

قال: أقاتلت فارس؟ قال: لا.

قال: أجاهدت في سبيل الله، قال: لا.

قال: سلم منك الروم وفارس وما سلم منك المسلمون

رابعاً: أن يذكر القطن إذا وضع على العين، وإذا وسد في التراب، وقد اغتيب رجل عند محمد بن واسع الأزدي فقال: أذكر إذا وسدت في التراب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015