Q الذي نعرفه أن الأئمة المعتمد عليهم أربعة: الإمام أحمد بن حنبل، والإمام الشافعي، والإمام مالك، والإمام أبو حنيفة.
إلا أن هناك بعض الفقهاء يقولون: إن المذاهب ثمانية عشر.
الرجاء توضيح: هل هناك فارق بين الأئمة في الفقه والتوحيد أم ماذا؟
صلى الله عليه وسلم تخصيص الأئمة بأن يكونوا أربعة أو أن الأمة أجمعت على هؤلاء الأربعة رد على ذلك ابن القيم في إعلام الموقعين، فلم يذكر الله عز وجل في كتابه أنهم أربعة، ولا الرسول عليه الصلاة والسلام، بل أئمة الإسلام أكثر من ذلك، لكن الذين اشتهروا بالفقه والتأصيل في الفروع هؤلاء الأربعة، ومنهم من زاد داود الظاهري معهم وابن حزم والأوزاعي وسفيان الثوري، لكن تحديد العلم والفقه في هؤلاء الأربعة ليس بصحيح.
يقول ابن القيم: ليس بصحيح، ومن خصص هؤلاء الأربعة أو أعين هؤلاء وأنفس هؤلاء، لكن هؤلاء أجل من يُنقل عنه الفرعيات، أو التأصيل في الفروع، وإذا سمعت مقالة لغيرهم وأتى بدليل فلك أن تذهب إلى مذهب ذاك الرجل؛ لأن العلم ليس حظراً على أحد، فإذا تكلم الأوزاعي وأتى بدليل أخذناه على العين وعلى الرأس، وسفيان الثوري أحد الأئمة الذين لهم قدم صدق في الإسلام.
أما أنهم ثمانية عشر، فلا أعرف إلا أن عند الشيعة اثنا عشر مذهباً، فالأئمة عندهم هم اثنا عشر، يقولون: لكل إمام مقالة.
أما نحن في الإسلام فأئمتنا كثير والحمد لله، ليسوا بأربعة ولا ستة ولا عشرة ولا ثمانية عشر، كل من اتقى الله عز وجل وصبر وحصل على اليقين فهو إمام في الدين، قيل لـ ابن تيمية: بم تحصل الإمامة في الدين؟ قال: بالصبر واليقين.
{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة:24].