صلى الله عليه وسلم أولاً: هذه سنة الله عز وجل بين الغالي والجافي، ولا ابتداع في الدين إنما هو اتباع.
ثانياً: الشريعة -والحمد لله- مكملة، والكتاب مكمل لا يحتاج إلى زيادة، فإنه كامل.
ثالثاً: ليس كل من أتى بعمل في ظاهره خير أجر عليه ولو كان مخالفاً للسنة، بل هو آثم؛ لأنه ابتدع، قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} [الحديد:27] والنصارى يصفهم الله بالضلال لأنهم ابتدعوا رهبانية، أي: عبادةً ما أنزل الله بها من سلطان، فلا يأكلون اللحم، ولا يتزوجون النساء، ولا يخالطون الناس، ولا يغتسلون، هؤلاء ظنوا أنهم بعملهم مصيبون، فوقعوا في الخطأ، ولذلك حذر صلى الله عليه وسلم من هذا.
أما هذا الشاب حين يأخذ الشباب فيذهب بهم إلى المقبرة، فحسن جميل أن يزور المقبرة، لكن لا يجعل لزيارته وقتاً محدداً وهيئة ورسوماً ما أنزل الله بها من سلطان، وما أتى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، يزور الزيارة الشرعية، يذهب بهم فيسلم على أهل القبور ويدعو ثم يذهب، أما أن يذهب فيحفر في القبر لأرجلهم ثم يضجعون وينشدون أناشيد الصوفية فهذه هي البدعة، وإذا أدركوا أولئك فيعزرون إما بخيزران، ويجوز بكرباج حتى يعودوا إلى السنة، ويفهموها، فإذا فهموها فبها ونعمت وإلا فهذا مبتدع.
وأما أنه يأخذ الناس ويجمعهم في مسجد فالجمع في المسجد حسن، لكن بشرط ألاَّ يكون بموعد محدد، ككل ليلة ثلاثاء -مثلاً- نجتمع ونذهب إلى مسجد آل فلان، فإيقاف وإيعاد الناس في وقت أو في مكان بغير ما ورد الشرع به بدعة، فقد جعل الله لنا مواعيد وأزمنة وأمكنة، جعل لنا البيت الحرام، والحج، والوقوف بـ عرفة يوم التاسع، ومن ذلك أيضاً يوم الجمعة المعروف، ويوم عيد الفطر وهو يوم الانتهاء من الصيام، أما أن يزاد في المواعيد والارتباطات والرسوم فهذا بدعة.
له أن يجمع الشباب في يوم من الأيام فيصلون، أو في ليلة لا لأنها ليلة يعتقد أنها أفضل من غيرها فأيام الأسبوع كلها سيان، وفي صحيح مسلم يقول عليه الصلاة والسلام: {لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام} أو كما قال عليه الصلاة والسلام لكن أن يأخذهم دائماً ويقوم بهم في أوقات فهذا لا ينبغي.