وهذا بابٌ مستقل؛ وإنما أورده هنا تحذيراً لطلبة العلم من التجاوز في الأحاديث؛ فإن بعضهم دائماً في كل مجلس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر خطير، وأحذركم ونفسي من هذا، والمسألة صعبة، كيف تتكلم عن المشرع عليه الصلاة والسلام، المعصوم، فاتقوا الله في ذلك، وقد كان ابن مسعود إذا أراد أن يقول: قال صلى الله عليه وسلم انتفض حتى كادت عصاه تسقط، وابن عمر قيل: إنه سافر من المدينة إلى مكة فما سمعناه إلا مرة يقول: قال الرسول عليه الصلاة والسلام، وقال عبد الله بن الزبير لأبيه: مالك لا تحدث عن الرسول عليه الصلاة والسلام؟ قال: {والله لقد حضرت كما حضروا، وعرفت لكن أخشى من حديث سمعت الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار}.
وقد سمعت عواماً يوردون كثيراً من أحاديث على الناس، ليست من الأحاديث في شيء وحديث القصاصين كذب، وخرافة، ودجل، بل من بنى عليها دينه صار في ضياع وسفه.