جاء عند الدارقطني بسند يصححه بعض العلماء يقول صلى الله عليه وسلم: {وسكت سُبحَانَهُ وَتَعَالَى عن أشياء فلا تسألوا عنها} قيل: في وقت نزول الوحي.
وكذلك الآن في بعض المسائل التي ليس للإنسان أن يسأل عنها ويتكلف بما لم تأتِ به الشريعة، حتى إنك تجد بعض الطلاب متحيِّراً، فيأتيك ويسألك ويقول: أنا لا زلتُ البارحة متحيِّراً في مسألة.
قلنا ما هي؟
قال: هل الجن يدخلون الجنة أم لا؟
وإذا دخلوا الجنة أين يسكنون؟
كأنه مكلف باستئجار شقق لهم في الجنة، أو أنه لا بد أن يوجد لهم مكاناً!
وأنا أسأله سؤالاً: أأنت أعلم أم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وأبي، ومعاذ؟!! أما كفاهم أنهم سكتوا ويكفيك أن تسكت؟! ولو أنه لا بأس عند العلماء الفطناء أن يسألوا عن مثل هذا السؤال، وقد سئل ابن تيمية -أظنه- في المجلد السابع عن الجن: هل يدخلون الجنة؟
لكن ابن تيمية عبقري، يحق له أن يُسأل مثل هذه السؤال، فقال في كلامٍ ما معناه: إنه لم يصرح القرآن ولا السنة بهذا، ولكن لمح لهذا القرآن في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} [الرحمن:56].
فليس من الحكمة التشاغل بأشياء لم تقع، وأحياناً قد يسأل الإنسان عن مسائل قد تكون شقاءً عليه، وتكون تردية لقلبه.