قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {كره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال}.
قال بعض العلماء معناه: كثرة السؤال في المال.
وقال بعضهم: بل كثرة السؤال عند نزول الوحي، أمَّا بَعْد نزول الوحي فلا.
لقول الله عزوجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [المائدة:101] فلمَّا نزل الوحي وانقطع فلا بأس أن تسأل.
وقيل: كثرة السؤال هي: في الأغلوطات، أو المسائل التي لم تقع، أما المسائل التي أنت في حاجة لها؛ فمن الحكمة أن تسأل عنها.
وقيل لـ ابن عباس: كيف حصلت على هذا العلم؟ قال: [[بقلب عقول، وبلسانٍ سئول]] وقيل:
وسلِ الفقيه تكن فقيهاً مثله من يجر في علمٍ بحقٍ يمهرِ
والطالب النجيب هو كثير الأسئلة، والطالب البليد هو الذي لا يسأل في الفصل؛ لأنه لا يوجد عنده خلفية عن الدرس المشروح، فهو دائماً ساكت، وعيونه مدحرجة في السبورة، ويتحرك مع الأستاذ، ولا يدري عن شيء، ولا يناقش.
والمناقش: هو الذي ذاكر وعنده علم، وجرب مع نفسك، ذاكر الدرس قبل أن تحضر إلى الفصل، فستجد أنك سوف تناقش، وأنك مستعد أن تحاور، وتأخذ، وتعطي، أما إذا لم تذاكر فستأتي وليس عندك شيء، فالطلبة الساكتون في الفصل في كل حصة، وفي كل محاضرة هؤلاء بلداء، نسأل الله أن يعافيهم ولا يبتلينا.