أمراض القلوب التي يصاب بها كثيرٌ من طلبة العلم، كالكبر أعاذنا الله وإياكم منه؛ وجزاؤه أن يصرف الله الهداية عن صاحبه حتى ولو كان عنده من العلم ما كان {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} [الأعراف:146] فالله لا يهدي كل متكبر جبار.
ومنها: مرض الحسد، وهو منتشر بين الأقران، كما قيل: ما خلا جسد من حسد:
إن العرانين تلقاها محسَّدةً ولا ترى للئام الناس حسادا
وكتب ابن الوزير العالم اليمني، العجيب، لِعمِّه رسالة يشكو من حسد الأقران، فردَّ عليه عمُّه، بقوله:
وشكوتَ من ظلم الوشاة ولن تجد ذا سؤددٍ إلا أصيب بحُسَّد
لا زلت يا سبط الكرام محسداً والتافه المسكين غير محسَّد
ومنها: مرض الرياء.
وهو أن يطلب العلم لغير وجه الله وفي الحديث: {أول من تسعر بهم النار ثلاثة: عالم} فهذا طلب العلم لغير الله فهذا من أول من تسعر بهم النار؛ كما في الحديث الصحيح.
وسأتعرض لآداب طالب العلم، لمن أراد أن يطلب العلم، وسوف أعرضها على شكل مسائل ونقاط: