عدم تمحيص الروايات

فتجدهم يأتون بروايات تناقضوا فيها، فبعضهم يكتبها في نفس الصفحة، أو يكتب قليلاً فإذا أراد أن ينتهي نقض ما بنى عليه، وهذا لا يكون ولا يصلح.

فبعضهم يؤرخ -وهذا يمر به حتى ابن كثير - يؤرخ وفاة رجل، ثم تجده يبعث بعد سنتين، وكأنه حضر الغزوة التي وقعت بعده بسنوات.

وبعضها أوهام، وبعضها أغلاط، وما عليك أن يهم الذكي مرة، وأن يكبو الجواد مرة؛ لكن أن يكون التاريخ أوهاماً، في أوهام فهذا هو الخطأ وإلا فالأوهام ما سلم منها إلا كتاب الله عز وجل قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء:82].

وهناك مذكرة تجمع -إن شاء الله- عنوانها " أوهام الأعلام " منها: أوهام في البخاري على سبيل المثال:

يذكر في قصة الإفك أن الرسول عليه الصلاة والسلام وقف في المسجد فقال: {من يعذرني من رجل آذاني في أهلي.

فقام سعد بن معاذ -سيد الأوس- وقال: يا رسول الله! إن كان منا قتلناه، وإن كان من إخواننا الخزرج، أريناك ماذا نصنع} والصحيح عند المؤرخين أن سعداً رضي الله عنه مات شهيداً قبل هذه الحادثة بسنة، فقالوا: وهم، وإلا والقائل هو أسيد بن حضير، وغيرها كثير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015