الإخلاص: أهل السنة والجماعة -في الجملة- يريدون بعملهم وجه الله، يتكلمون لله، ويعملون لله، ويأمرون وينهون لله الواحد الأحد قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر:65 - 66] وإنما الأعمال بالنيات، أن تخلص في نصيحتك، أن تقصد بها وجه الله، كيف ذلك؟ أن تريد بهذا الذي تريد أن تأمره وتنهاه، أن تريد له الخير، وأن تريد أن تصحح مساره، لا تركب على كتفيه، لأن من الناس من يريد بالنصيحة الظهور له أو الشهرة، لأن المثل يقول: خالف تعرف.
وبعض الناس يريد أن يركب على كتفيك؛ ليجعلك أنت جثماناً يصعد عليه، ويقول: لقد أصبحت أرد، وأصبحت أوجه، وأصبحت أعلم، وأصبحت أنصح.
وبعض الناس لا يريد بالنصيحة وجه الله، ظاهرها نصيحة وباطنها فضيحة، يريد بها أن يشفي غلاً في قلبه، من حسد هذا الرجل أو هذا الجيل أو هذه المؤسسة، فقام على رءوس الناس ينقدها، ويجرحها، ويفضحها، فيقول الناس: جزاك الله خيراً من ناصح، وفي قلبه غليان على هؤلاء، لا يريد الخير ولا التوفيق وإنما البغي والحسد.
ومنهم: من يريد بهذا الانتقام لموقف نسبي مرَّ معه، فإن بعض الناس إذا صادفه موقف عارض؛ قام على رءوس الناس ينتقم من المسلمين، ويفضح سرائرهم، ويشخص أمراضهم، ويضخم أخطاءهم، وهذا غير منهج أهل السنة والجماعة.