لماذا يفتح المجال لأهل الباطل؟

القضية الرابعة: إن مما يمزق الأمة ويفرق كلمتها أن تترك أبواب الشر مفتوحةً على مصراعيها، ثم يغلق على أهل الحق أن يبدوا كلمتهم، فإن الحجة البالغة هي حجة أهل الحق، ويقول بعض الفضلاء: أجلسوني مع الشيطان لأحاوره، واتركوا لي وقتاً كوقت الشيطان فسوف أغلبه، لأن الشيطان يحمل باطلاً، أما أن تأتي بالشيطان وأذنابه، وتسلم لهم المنبر، ثم تجبر الناس على سماعهم ولا تعترض عليهم فهذا ظلم، وهذا منتهى ما يصل إليه الإنسان من شر وإجحاف وحيف.

فنقول: لا بد أن نسمع الناس صوتنا، وأن نبلغ -إن شاء الله- رسالتنا بالأدب، لأن حجتنا بالغة ومبادئنا أصيلة، ولا بد عند التنازع من الرجوع إلى الكتاب وسنة المعصوم عليه الصلاة والسلام، لا إلى فكر آخر، أو أطروحة، أو تقاليد، أو أعراف تعارفنا عليها أو آراء، أو أمور سجلها البشر وقيدوها, بل إلى الكتاب والسنة، وإلى راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومبدأ أهل السنة والجماعة , وهذا أمر هام يجب ألا نغفل عنه.

فليس لأحد أن يقطع في مسألة إلا إذا كان معه دليل من المعصوم عليه الصلاة والسلام، وليس لأحدٍ أن يتدخل برأيه ليفرضه على الناس، ويزعم أن رأيه هو الصحيح ورأي غيره خطأ, فهذا من الظلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015