القضية الثالثة: إنكار الوضع الخاطئ ليس إثارة للفتنة، بل إطفاء للفتنة, فإن أصل الفتنة هو ترك الخطأ، وترك الباطل والمنكر, أما من ينكره فهو المصيب، ولو سكت عليه الصلاة والسلام عن الجاهلية وما أثارها ووقف ضدها لكانت الفتنة إلى اليوم، فكيف يعتبر من يرد الرأي الخاطئ هو الفاتن المفتن؟ لا.
بل الذي أتى بالفتنة هو الذي يتولى كبرها.
ونحن نعلم أن الأمم الآن تعيش حواراً إلا بلاد الإسلام, فهم ممن اختلفوا، لكنهم متفقون على حرب الإسلام, بل العجيب: أنهم على حوارهم وسماع الرأي والرأي الآخر أكثر استقراراً وأمناً وهدوءاً، ولا تسمع القنابل، ولا الحجارة والجراح، والسياط، ولا المشانق، والزنزانات إلا في هذا المشرق.