Q ما دمنا قد تحدثنا عن أفغانستان، نريد أن نسمع تعليقات سريعة حول هذه القضايا السريعة التي ذكرناها الآن في حديثنا.
الوضع في أفغانستان , ما هو تعليقكم عليه؟
صلى الله عليه وسلم خلاصة ما جرى وما يجري في أفغانستان واتفاق في الضراء، واختلاف في السراء، وفيها درس أن الابتلاء بالسراء قد يكون أفضع بكثير من الابتلاء بالضراء، ولذلك قال ابن عوف رضي الله عنه وقال عمر قبله: [[ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر]] وقد مر قيس بن زهير بديار غطفان فرأى أنعاماً كثيرة وإبلاً وغنماً وبقراً فغضب، فقال له الناس: مالك؟ وكان الناس مقفرين ممحلين فلما أنعم الله عليهم ضقت وغضبت! قال: إن مع النعمة الحسد والاختلاف والتباغض، ومع القلة التساعد والتناصر والتعاون.
وهذا أمر معلوم، فقد رأينا الأفغان والواحد منهم يقدم دمه عن أخيه فداء وتضحية، فلما انتصروا رأينا أن الشيطان بدأ يلعب لعبته في السراء وأرى ألا نضيع الجهود والمكاسب التي مرت في الجهاد، لغلط وقع؛ لأن الموازين لابد أن تبقى مستقرة، ونرى أنه استغل في الإساءة والتغرير بهم من تصريحات بعضهم ضد بعض، أو أن الآخرين من أعدائهم كبروا أخطاءهم وأغلاطهم.
ولابد من الاعتراف بسنة الله عز وجل في الأنفس، فإنه لابد من الاختلاف، ولو عصم أناس من الاختلاف لعصم أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام، فإنهم تقاتلوا، وقال الله في الأخير: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:47] وأذكر بيتاً للبحتري حيث يقول:
إذا اقتتلت يوماً ففاضت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها