Q هل يجوز أن أقول لمن غشني: غشك الله، ولمن ضربني: ضربك الله؟
صلى الله عليه وسلم لـ أهل السنة قاعدة في هذه الصفات ونسبتها إلى الله عز وجل: أما ما أطلق الله في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم فنطلقها بهذا القيد، هل الله يستهزئ؟ هل الله يسخر؟ لا يجوز أن نقول بإطلاق: الله يسخر، الله يستهزئ، أو الله ساخر، أو الله مستهزئ لا يجوز، لكن يجوز أن نقيدها كأن نقول: الله يستهزئ بمن استهزأ به، لقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة:14 - 15] وقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة:79] فالله يسخر بمن يسخر به بهذا القيد، وقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} [الأنفال:30] فالله يمكر بمن يمكر به هذا قيد وهذه قاعدة عند أهل السنة، وقوله صلى الله عليه وسلم: {إن الله لا يمل حتى تملوا} فهذا قيد، لكن لما أتت الخيانة، قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ} [الأنفال:71] هل يقول: فخانهم الله؟ لا.
الخيانة صفة نقص مهما كانت سواءً كانت إطلاقاً أو قيداً فلا يقال هذا، إنما قال: {فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} [الأنفال:71] ولم يقل فخانهم {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} [الأنفال:71].
إذاً لا يجوز لك أن تقول لمن غشك: غشك الله؛ لأن صفة الغش نقص سواء أطلقت أو قيدت، ولا لمن خانك أن تقول له: خانك الله.
لا.
هذا محرم سواء بالقيد أو بالإطلاق، لكن لك أن تقول لمن استهزأ: الله يستهزئ بفلان لأنه استهزأ به، أو أن تقول لمن سخر به: الله يسخر به وهذا قاعدة.