الخصيصة الثامنة: التبكير، وقد مر معنا في حديث البدنة والبقرة والكبش.
الخصيصة التاسعة: الدنو من الإمام، والدنو من الإمام قيل: إذا كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويستفاد من خطبته، وأما سفيان الثوري فله تنظير آخر، قال: أما الظالم فلا يدنى منه، وكان يصلي فيأتي في آخر الناس، فقالوا له: ما لك؟ قال: أدنو من هذا الظالم، يسفك الدماء، ويلعب بالأموال، ويأمر بالمنكر، وماذا أستمع؟!
ونقل مرة أن سعيد بن جبير صلى مع الحجاج فصلى في آخر الناس، فقام الحجاج على المنبر يسرد خطباً طوالاً في مدح بني أمية، وخالات بني أمية وعماتهم، فكان سعيد بن جبير يصلي إيماءً، فلما انتهت الجمعة قال له بعض الناس: ما لك؟ قال: أخر علينا الجمعة فصليت ظهراً إيماءً ثم صليت معه.
وقال الحسن البصري في الحجاج: يخطب بنا خطب الواعظين، ويلبس لباس الفساق، ويقرأ القرآن على لخم وجذام، ويبطش بطش الجبارين فنعوذ بالله من ذلك!
والغرض من الدنو من الإمام الفائدة وطلب الحكمة والموعظة؛ وحتى يلين القلب ويتأثر بذكر الله.
الخصيصة العاشرة: الإنصات للإمام؛ فقد جاء عند أحمد وأبي داود: {ومن لغا فلا جمعة له} وهي زيادة ضعيفة، لكن جاء في الصحيح: {من مس الحصى فقد لغا} وزيادة: {لا جمعة له} اختلف فيها أهل العلم، لأنها لم تصح، وهي عند أبي داود وأحمد بسند ضعيف.
وأما السواك والإمام يخطب فلا ينبغي، وليس بجائز ولا وارد، وقد قاسه أهل العلم على اللعب بالحصى، ومن فعله فقد لغا، ولا يحق له ذلك.