تعظيم الله في قلوبهم

ومما ينبغي ملاحظته في تربية الأطفال -أيها المسلمون- أن يعظم الله في قلوبهم، وأن يعظم قدره سُبحَانَهُ وَتَعَالَى ومراقبته، كان كثير من الصالحين إذا حضرتهم الوفاة استدعوا أبناءهم وقالوا لهم: ليكن أعظم شيء عندكم الله.

قال الأندلسي لابنه:

وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان

فاستحِ من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني

وقال الأندلسي الآخر يوصي ابنه في طلب العلم:

إذا لم يفدك العلم خيراً فليتك ثم ليتك ما علمتا

وإن ألقاك فهمك في مغاوٍ فليتك ثم ليتك ما فهمتا

نسأل الله أن يرزقنا وإياكم قرة عين، وأن يثبتنا وإياكم حتى نلقاه.

هذه مسحة بعنوان: كيف نربي أطفالنا؟ وسوف يسألنا الله عن أطفالنا يوم العرض الأكبر، وإنني أعود إلى الأم المسلمة فأقول لها: يا أمة الله! يا مدرسة الأجيال! يا من أنت المسئولة الأولى عن تربية أطفالنا وبناتنا اتق الله في أطفالك، واعلمي أنك مدرسة مؤهلة لإخراج الزعماء والعلماء والأدباء

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق

الأم نبت إن تعاهده الحيا بالري أورق أيما إيراق

فنسأل الله لنا ولكم السداد والعون والرشاد وأن يثبتنا حتى نلقاه، كما نسأله ثباتاً في الدنيا والآخرة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015