وفي الحديث: كراهية تخطي رقاب الناس، ويدل عليه قوله في الحديث: {فلا يفرق بين اثنين} ورأى صلى الله عليه وسلم رجلاً يتخطى رقاب الناس فقال له: {اجلس فقد آذيت}.
وفي لفظ: {اجلس فقد آنيت}.
أي: تأخرت وآذيت الناس.
فالتخطي ممنوع، قال الإمام مالك: ليس التخطي ممنوعاً إلا إذا وقف الخطيب على المنبر، وأما قبل ذلك فله أن يتخطى.
وقال الشافعي: من كان له مكان لا يبلغه إلا بالتخطي فله أن يتخطى، وقال: إن كان له منزلة في الإسلام فله أن يتخطى.
والصحيح أنه لا يتخطى رقاب الناس، لا يتأخر ويبقى في بيته ويضيع بركة الوقت وأجر التبكير، ثم يأتي ويضر الناس ويتقدم عليهم هذا خطأ يخالف العقل والنقل.