كذلك مما ينهى عنه تربية شعر رأسه وحلق لحيته، بعض الناس الآن يربي شعره إلى أكتافه فإذا قلت له: لا.
قال: هذه سنة وأنا فعلتها من حبي للسنة، فنقول له: خالفت السنة، لو كنت صادقاً كنت ربيت لحيتك أما أن تحلق لحيتك وتربي شعر الرأس {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [البقرة:85]
يا مدعٍ حب طه لا تخالفه فالخلف يحرم في دنيا المحبينا
أراك تأخذ شيئاً من شريعته وتترك البعض تدويناً وتهويناً
خذها جميعاً تجد فوزاً تفوز به أو فاطرحها وخذ رجس الشياطينا
تربية على ثلاثة أقسام، وحلق الرأس على ثلاثة أقسام:-
تربية الرأس تربية سنة، وتربية معصية، وتربية عادة مباحة، فمن رباه مع لحيته لكن لا يقصد به السنة ولا يقصد به التشبه قلنا: أنت على كل حال في أمر مباح وهذه عادة، مثلما تفعل بعض القبائل، يربون لحاهم ويربون شعورهم، لكنهم لا يعلمون السنة في تربية الشعر ولا في حلقه فنقول: أنت في عادة وفي أمر مباح.
وتربية معصية: كأن يحلق لحيته ثم يتشبه بالنساء أو بالكافر نقول: أنت في معصية وقد تشبهت بالمرأة وبالكافر.
وتربية سنة: وهي من ربى لحيته وربى شعر رأسه وقال: سمعت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يربي شعر رأسه قلنا: صدقت وأنت مأجور ومشكور.
وحلق الرأس على ثلاثة أضراب: حلق معصية، وحلق سنة، وحلق عادة.
فمن حلقه ليتشبه بـ الخوارج الذين قال فيهم أبو بكر لـ خالد: [[وسوف تأتي على قوم علامتهم التحليق، يحلقون شعر رءوسهم فاخفقهم بالسيف خفقاً]] فمن تشبه بمثل البهرة الباطنية الذين يحلقون شعر رءوسهم ويتشبه بهم قلنا: هذه معصية وسيئة وجريمة.
ومن حلق رأسه في حج وعمرة كان سنة، وقد دعا صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاث مرات وللمقصرين مرة.
ومن حلق رأسه لا لأنه يقصد بها شيئاً قلنا: أنت في أمر مباح وفي عادة فليتنبه لهذا.