السؤال يقول: ما رأيك في هذه الأبيات:
إلهي ليس للعشاق ذنب ولكن أنت تبلو العاشقينا
فتخلق كل ذي وجه جميل وتسبي به قلوب الناظرينا
وتأمرنا بغض الطرف عنه كأنك ما خلقت لنا عيونا
صلى الله عليه وسلم هذا كفر، هذه الأبيات كفر، وقد تعرض لها كثير من العلماء، وأورد ابن الجوزي في صيد الخاطر أبياتاً شبيهة بها، يقول:
أيارب تخلق ألحاظ حور وأغصان رند وكثبان رمل
وتنهى عبادك أن يعشقوا أيا حاكم العدل ذا حكم عدل
استغفر الله، هذا لكافر غضب الله عليه إن لم يكن تاب.
وأحدهم قالوا له: تب من حب هذه، قال:
أتوب إليك يا رحمان مما جنت نفسي فقد كثرت ذنوب
وأما عن هوى ليلى وتركي زيارتها فإني لا أتوب
أستغفر الله! يقولون: بلغت أحد العلماء فبكى حتى كادت أضلاعه تختلف، قالوا: مالك؟ قال: والله إني أذنبت في شبابي ذنباً ما زلت أستغفر منه ثلاثين مرة.
فكيف يقول هذا: لا أتوب؟!
وشاعر آخر والعياذ بالله، أتى الناس، فلما اجتمع الحجاج، وأصبحوا يطوفون بالبيت، وهم يبكون حول بيت الله عز وجل، ويسيلون دموعهم الحارة، قال:
قف بالطواف تر الغزال المحرما حج الحجيج وعاد يقصد زمزما
لو أن بيت الله كلم عاشقاً من قبل هذا كاد أن يتكلما
{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} [الكهف:5].
عمر بن أبي ربيعة هذا الشاعر يقول:
وغاب قمير كنت أرجو غيابه وروح رعيان ورقد سمر
يصف الليل، فأتى الخبر سعيد بن المسيب وهو يستغفر في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، سعيد الذي أذن المؤذن من أربعين سنة وهو في المسجد، قال: قاتله الله! صغر القمر والله عظمه في القرآن، يقول الله: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس:39] وقد قال تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج:30].
أيها الإخوة الفضلاء: الحق والباطل في صراع، أدب إسلامي وأدب كافر، خطابة إسلامية وخطابة كافرة، صحافة إسلامية وصحافة كافرة، حتى في الرسم، هناك رسم إسلامي ورسم كافر، حتى الأزياء، وهيئة البيوت، إن من الغزو الهندسي في العالم الإسلامي أن ترسم البيوت على هيئة بيوت الأوروبيين، ليس هناك ستارة بين الرجال والنساء، بعض البيوت تبنى الآن على شكل بيوت أوروبا والأمريكان، بيت مفصل أجنبي، فإذا خرجت المرأة من هناك رآها الرجل داخل المجلس، ويقولون: الأمر سعة وحرية، أما أن يكون النساء في جهة والرجال في جهة، فما سمعنا أن رجلاً أكل امرأة، الرجال لا يأكلون النساء.
نقول: لكن الله عز وجل أمر أن يفصل بين الرجال والنساء إلا فيما أباح الله، فاتقوا الله عباد الله، وتعالوا إلى هذا الدين، فإن فيه الكفاية والريادة والخير والسعادة، ومن لم يكفه الدين فلا كفاه الله، ومن لم يشفه الإسلام فلا شفاه الله، ومن لم يتعاف بصحة هذا التراث فلا عافاه الله.
أقول ما تسمعون, وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين, فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو التواب الرحيم.